في حديقة المسخ

السبت, 14.09.19, 20:00

الأحد, 14.06.20

أمينات المعرض: ميخال بن يعكوف ودافنا فالك

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

 

حكاية المسخ (الـﭼولم) التي تتردد في الثقافة الشعبية اليهودية على امتداد الأجيال وتروي قصة مخلوق من طين نُفخت فيه الروح من خلال تلاوة كلمات سرية. هذا الحدث يقع على الحدود الدقيقة الفاصلة ما بين القدسية والنجاسة، وما بين أعمال الحكماء وأعمال المشعوذين والسحرة. هذه الأسطورة التي تتحدث عن مخلوق من صنيع الإنسان إنما تعبر عن السعي لامتلاك القوة، السيطرة والراحة. وهذه لا زالت تطلعات الإنسان حتى يومنا هذا. ومن الناحية العملية فقد كثُرت المسوخ في أيامنا: الطين تحوّل إلى سيليكون، وأما الكلمات السرية فقد أصبحت شيفرات يمتلكها المُبرمجون. واتخذ المسخ شكل الحاسوب، الهاتف الذكي أو الروبوت.

المسخ يعيش دائماً إلى جانب البشر. فهو يتنفس بدون أكسجين ويفكر عن غير معرفة وهو عديم الروح. في هذه الأيام هناك وفرة من المسوخ-الحواسيب لدرجة أنه ليس بوسعنا أن نتصور كيف ستبدو حياتنا بدونها: فهي تُنظّم حياتنا وتجمع المعلومات وتهتم بألا نُغفل شيئاً- حتى رغماً عنّا. إنها راسخة في وجودنا لدرجة يُخيل لنا أن هناك شيئاً جوهرياً في داخلنا قد تغيّر بلا رجعة. 

يدعو هذا المعرض المشاهدين للتجول في حديقة المسخ – بصفتها انعكاس لصورة البشرية الموجودة على الجانب الآخر من المرآة. إنها صورة مشوهة مصنوعة من تصاوير ابتدعها العقل البشري الذي يسعى للسيطرة على حياته والتغلّب على حدوده المادية والبشرية. تتناول الأعمال المعروضة في هذا المعرض العالم الديجيتالي والمُحوْسَب كمصدر إلهام. الديجيتالية هي المادة التي يستخدمها الفنانون المشاركون في هذا المعرض – فنانون شباب ومخضرمون معاً. كل غرفة عرض تجمع داخلها مرحلة أخرى من رحلة البشرية في حديقة المسخ-الحاسوب. إنها تعكس نظرات مختلفة عن علاقة الإنسان بصنيع يديه.

الفضاء الأول الذي يُشكل بداية المعرض، يعكس كيف يتأمل المسخ-الحاسوب بالعالم الخارجي وكيف يفهمه. صورة عالمه الداخلي هي أشبه بتقليد للعالم الحقيقي وتشير إلى الطريقة التي تقوم من خلالها المنظومات الديجيتالية بتطويع مفهوم الإنسان. أما الفضاءين الجانبيين فإنهما يتعاملان مع الطريقة التي يعبر من خلالها الإنسان عن توقه البشري، المادي والروحاني، من خلال سعيه لأن يكون سيداً لعبده المسخ-الحاسوب. الغرفة اليُمنى تعكس التوق البدني للدفء، اما الغرفة اليُسرى فإنها تعبر عن البحث عن المغزى من خلال طرح أسئلة فلسفية وفكرية. والغرفة الأخيرة تعبر عن ارتقاء يحدث عند امتزاج العالمين الديجيتالي والبشري، حيث تتحرر الإنسانية من القيود التي تربطها بالعالم المادي. الحاسوب الذي يمتزج مع الإنسان يفقد غربته، فما الذي يخبئه لنا المستقبل حين يتغلب المسخ على جميع حدود القدرات البشرية؟

هل يعني هذا التهجين أن الإنسانية ستظل ابداً عالقة على الجانب الآخر من المرآة، وهو العالم المصنوع من تصاوير افتراضية في حديقة المسخ؟ أم ربما قد تنشأ بشرية جديدة وحرة أكثر من سابقتها بالذات نتيجة التخلي عن صراعات القوة المتبادلة؟ زوّار المعرض مدعوون للتأمل في الأعمال من خلال السؤال: أين ينتهي عالم المسخ- الحاسوب ويبدأ العالم البشري؟

 

الفنانون المشاركون: مور أفغين، رومي أردن، أوري جيرشوني، كرمي درور، تيد ويتاكر، آيه زامير، عنبار حَجاي، نوي حايموفيتش، شارون فديده، يوئيل بيليد، ياعيل فرانك، دينا كيلبرمان، دانييلا تاكِفا.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك