شموئيل بونيه: من البلاد القديمة حتى شاطئ البحر
السبت, 13.03.21, 10:00
الخميس, 30.09.21
أمينة معرض:
لمعلومات إضافية:
046030800شموئيل بونيه: من البلاد القديمة حتى شاطئ البحر
في عام 1971 تم افتتاح معرض استذكاريّ لشموئيل بونيه في متحف حيفا للفنون. والآن وبعد مرور خمسين سنة على هذا المعرض فقد كان من نصيب متحف مانيه كاتس أن يعرض المشروع الفني الغني هذا من خلال أفضل أعماله.
هاجر بونيه إلى البلاد في عام 1963 قادماً من مدينة ميرزتش في بولونيا حين كان طفلاً. اكتشف البلاد لأول مرة في حيفا، تلك المدينة الشرقية والأوروبية في آن واحد، وشرق أوسطية وعالمية. هنا استوعب مشاهد الشرق بأضوائه وألوانه وتشبع بالأجواء الأوسطية.
يتمحوّر المعرض في ثلاثة مواضيع مركزية انشغل بها بونيه على مدار سنوات إبداعه: فضاءات المنظر الطبيعي المحلي، والتي عايشها وتشبع بها في مدينته حيث يسكن ومن خلال ممارسة عمله مسّاحاً للأراضي في الجليل؛ ومحيطه الشخصي والمنزلي؛ وكذلك الفضاء الروحاني والباطني في أعماله مع ما فيه من انشغال بالأسطورة التوراتية.
معظم لوحات بونيه كبيرة المقاسات وغنية بالتعابير التصويرية الجامعة ما بين عدة أساليب – بعضها يعبر عن طبيعة فترات معينة في إبداعه وبعضها يظهر في لوحاته على امتداد مسيرته الفنية. تجمع تلك اللوحات ما بين التفاصيل التصويرية والمُبسطة وتعكس دراسة جمالية لإمكانيات استخدام الشكل واللون. تمتاز اللوحات بألوان قوية وتعبيرية، وأحياناً تدرجات ألوانها فاتحة وصافية. أعماله مفعمة بالحيوية وتسكنها شخوص مُنمّطة وتعبيرية.
من خلال أعماله المُنجزة في بداية مسيرته الفنية نتعرف على ارتباطه الوثيق بالفنون الفارسية، وبوحي المُنمنمات الفارسية والرسم البيزنطي القديم. مع الوقت تأثر أسلوبه بمنابع إلهام أخرى من الفن الحديث العالمي. وفي نقلة حادة، تحوّل منذ سنوات الثمانينات والتسعينات إلى التركيز على الرسم التجريدي الهندسي.
في لوحات بونيه بساطة إلى حد السذاجة، تلغي قوانين الواقع وتأخذنا إلى عالم الأسطورة والرموز. تستمد أعماله قوتها من ارتباطه الوثيق بالموروث الحضاري للشعب اليهودي وأولها القصص التوراتية ومن حبه للبلاد ومناظرها.
تعبر أعمال بونيه عن حالة من حرية الإبداع العفوية وغير المتوقعة على اساس تلك الأساليب ومصادر الإلهام، دون الانتماء لتيّار فنيّ محدد. لقد خلق عالمه البدائي أحياناً من خلال تعامله مع الطبيعة والملاحم القديمة وتعامله مع عالمه الداخلي الغامض. وفي هذا الإبداع المتباين الذي لا يخضع للمباني الرتيبة نجد ان كل لوحة هي حدث خالص ومُميّز.