الشهوانية والغرائبية: من أعمال مانه كاتس
السبت, 24.03.18, 20:00
الأحد, 04.08.19
لمعلومات إضافية:
046030800الشهوانية والغرائبية: من أعمال مانه كاتس
يُعتبر مانه كاتس واحداً من أبرز الفنانين اليهود في مدرسة باريس في النصف الأول من القرن العشرين. قدم من شرق أوروبا واستقر في باريس ككثير من زملائه الفنانين اليهود، ومنهم مارك شاغال، حاييم سوتين، جول باسكان، جاك ليفشيتس، حانا أرلوف وميشيل كيكواين. في باريس عاش الحرية وتكافؤ الفرص وتحرر من القيود وعبء التقاليد الدينية التي ترعرع في ظلالها في أوكرانيا. لقاءه مع هذا المقدار الكبير وانكشافه لغناه الفني أحدثت لديه تحولاً شخصياً، في أساسه التكيُف لنمط الحياة العصري والانغماس في ثقافة الغرب. رغم أن أعمال مانه كاتس تتماهى في الأساس مع ذاكرة البلدة اليهودية وتصاويرها، لكنه كغيره من الفنانين الوافدين إلى باريس، انخرط في الفن الحديث. تناول في أعماله مسائل عالمية يتميز بها الرسم الحديث مثل مناظر طبيعية، عُري، تداخلية، طبيعة ساكنة والبورتريه.
قد اخترنا في هذا المعرض التركيز على الجانب الشهواني، الغزل الجنسي، الغرائزية، والجامح أحياناً، بل والتلذّذي البادي في أعمال مانه كاتس. ينعكس هذا الجانب من حين لآخر في مواضيع اختراها هو، لكن بالأساس في الخصائص الترسيمية. كل قاعة من القاعات الأربع في المتحف مُكرسة لمجال مختلف: لوحات مناظر طبيعية ونخبة من لوحات عربات الورود الزاهية التي ميزت باريس؛ إروتيكية وعُري نسوي، غرائبية وغموض الشرق مع فرسان عرب ونساء الشرق الفاتنات، إلى جانب سحر عالم السيرك والتسلية؛ كذلك الموسيقى على محاسنها العاطفية التي تنعكس بالأساس في شخوص الفرق الموسيقية.
طبق مانه كاتس في لوحاته خصائص التيار التعبيري – هو اسلوب فني من بدايات القرن العشرين، حيث يسعى إلى التأكيد العاطفي من خلال تشويه اللون، الشكل والفضاء. وقد ارتبطت التعبيرية بتجربة الحياة اليهودية وبرزت في أعمال فناني مدرسة باريس. الوجه التعبيري يميز لوحات مانه كاتس من سنوات الثلاثينات وما فوق. هذا التأمل الدرامي في الواقع يتبدى في تضخيم مُرَكبات اللوحة المثيرة للعاطفة: مسحات الريشة مشحونة وجارفة؛ أشكال مهتزة؛ اختلالات وعنف: ألوان متنوعة، مُحرَّرة، جريئة ومادية. قوة اللون العظيمة تتبدى كذلك في التناقضات المشحونة بالتوتر بين مُسطحات الألوان، بالعلاقات المفاجئة بين المُشخَّصات والخلفية وفي خطوط الإحاطة الحادة والعريضة.
في كتالوج معرض مانه كاتس الأول في تل أبيب في متحف تل أبيب إبان حرب 1948، كتب حاييم غازمو، مدير وأمين المتحف: "غريزتان تجريان إذن بداخله: من جهة هول الكارثة التي ألمت بشعبنا [...] ومن جهة ثانية وبنهاية المطاف: حب الحياة، شهوة الحياة، سحر الألوان وبهلوانية الحركة". هذا المعرض يحتفل بانتصار إيروس على ثانتوس.